هناك فرق كبير بين أفراد الأجهزة العسكرية الرسمية وما بين أفراد وجماعات الموت التي تهدد أمن المواطن ومستقبله..! وهناك فرق كبير ما بين الأجهزة الأمنية الشرعية التي تستند إلى القانون، وبين الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون..!
في إطار إعادة بناء وترتيب أوضاع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وفي إطار إعادة الهيبة للجندي والعسكري الفلسطيني، كان لابد من خطة أمنية محكمة يُشرف على تنفيذها نواة القيادة العسكرية الفلسطينية.
الانفلات الأمني غول استشرى في الشارع الفلسطيني، فهدد الجميع بدون استثناء، أرواح مهددة بالقتل، أطفال تُقتل بدماء باردة، سرقة ونصب واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، فكان من البُد أن يوضع حد لكل أشكال الفوضى والانفلات الأمني المنظم في بعض مراحله.
من أجل الشعب
((النقيب أبو النمر)) مسئول تدريب الوحدة الخاصة التابعة لقوات الأمن الوطني، الذي تحدث عن القوة قائلاً:' تشكيل الوحدة الخاصة التابعة لجهاز الأمن الوطني يأتي ضمن الفكرة العامة والتوجه العام داخل السلطة الوطنية الفلسطينية لإعادة هيكلة وتدريب وتفعيل قوات الأمن الوطني التي كانت خلال الفترة السابقة تُُعتبر قوة شبه مهمشة وليس لها دور فاعل في صفوف الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وبناءًا على رؤية شاملة وواسعة من القيادة الذي ارتأت أن يكون هناك برنامج لإعادة تأهيل وتدريب هذه القوات لتأخذ موقعها الطبيعي والحقيقي داخل صفوف الشعب الفلسطيني، بغية تنفيذ المهام الأمنية الملقاة على عاتقها من ضبط للانفلات الأمني، وهي بالأصل قوة موجودة من أجل الشعب، وللمحافظة على ممتلكاته ومقدراته '.
الأمن المفقود
وأضاف:' إن الهدف الرئيسي من وراء تشكيل الوحدة الخاصة هو توفير الأمن المفقود في الشارع الفلسطيني، وليست كما يُشاع أنها شكلت للرد على قوة أخرى، فهذا كلام عاري عن الصحة، فهي وحدة مبنية على أساس غير تنظيمي، هي قوة من أبناء الأجهزة الأمنية وعلى الأخص قوات الأمن الوطني وهم متعددي الانتماءات السياسية ولن يوجه سلاحها إلا تجاه من هو خارج عن القانون، ولم يتم استدعاء أفرادها عبر حركة معينة، ولم يتم تفريغهم من جديد على أساس تنظيمي، هم ممن خدموا في قوات الأمن الوطني وتم اختيارهم كنخبة، وهذه التجربة الأولى حيث يتم إعداد القوة وتجهيزها لتخرج إلى حيز الوجود، ونحن نعمل جاهدين على أن يُسجل النجاح لهذه الوحدة، التي ستعطي الأمان والاطمئنان لكل أبناء شعبنا على اختلاف مشاربهم السياسية، وستكون الذراع الضارب باسم الشعب الفلسطيني وليس باسم حركة سياسية معينة أو أشخاص معينين، سنفرض الأمن حسب القانون ولن نكون نحن الخارجين عن القانون، بل على العكس سنقوم بتطبيق القانون وملاحقة كل من يتطاول على القانون'.
بفعل الاحتلال
وقال أبو النمر:'نحن نعلم كيف شُكلت القوة التنفيذية التابعة لوزير الداخلية في الحكومة المنصرمة، ولو أرادت حركة فتح تشكيل قوة مقابلة لها لكان من الأجدر أن نقوم بتجنيد أبناء فتح الغير مفرغين على أجهزة أمنية، وكي تكون قوة خالصة لحركة فتح وتأتمر بأمر قيادة الحركة، لكن هذه القوة تم استدعاء عناصرها من أبناء الأمن الوطني لإعادة تدريبهم وتأهيلهم ليكونوا قادرين على تنفيذ المهام الموكلة إليهم في فرض الأمن والقانون في الشارع الفلسطيني، ولحماية أبناء شعبهم فنحن نعلم مدى التسيب الحاصل في الأجهزة الأمنية بكل أشكاله وهذا ناتج عن سنوات الانتفاضة حيث أن العدو الإسرائيلي هو من قام بتدمير البنية التحتية لأجهزة الأمن الفلسطينية بشكل عام ومن ضمنها قوات الأمن الوطني، ونتيجة هذا الاستهداف من قبل قوات الاحتلال تم العمل على خلخلة الوضع الأمني الفلسطيني، كيف سُنعيد هذا الأمر إلى نصابه الصحيح ..؟ إذن نحن بحاجة إلى إعداد وتجهيز وتدريب من جديد حتى على المستوى المادي وليس المعنوي فحسب، بمعنى أن المباني دمرت فلم يعد هناك مباني ومقرات للأجهزة الأمنية بعد أن دمرها الاحتلال' .
محاربة الفساد
أما مسير شئون الوحدة تحدث إلينا قائلاً:' نحن نطمأن أبناء شعبنا جميعاً فنحن لسنا ضد أحد وسلاحنا لن يوجه لأي صدر فلسطيني، فسلاحنا وجهته معروفة، ولكن نحن سنكون خدم لأبناء شعبنا لفرض القانون حتى ينام المواطن في بيته وهو مطمئن بأن هناك قوة رسمية تستطيع حمايته، ففي ظل الانفلات الأمني أصبح الجميع غير مطمئن لا في بيته ولا في الشارع ولا في أي مكان، وغير مطمئن عل ماله ومصدر رزقه وحياته، إذن نحن بحاجة إلى هذه القوة والى قوى الأمن الفلسطيني بشكل عام لإعادة فرض القانون والهيبة الأمنية في الشارع الفلسطيني، بعد أن أصبح الوضع كالغابة القوي فيه يأكل الضعيف'.
وأضاف:'لقد تم اختيار أفراد القوة كقوة أولى بناءًا على معير تمثلت بكونه ((شباب متعلم، في مقتبل العمر، ذو بنية جسدية صحية، هيئتهم لائقة، قادرين على تحمل التدريبات الشاقة، حيث أن التدريب يستغرق '45 يوم' بمعدل '8 ساعات يومياً' كتدريب راقي ومن نوع خاص ومن خلاله يتم تنفيذ أي مهمة خاصة لمعالجة كل الأمور المتعلقة بالأمن، وهذه القوة لجميع قطاع غزة وسيتم دمج أفرادها ضمن تشكيلات قوات الأمن الوطني في القواطع الثلاثة، ونحن الآن نعد قوة القاطع الثالث 'قوة المنطقة الجنوبية'، ولكل محافظة من محافظات الوطن سيكون هناك قوة تتبع قوات الأمن الوطني، ستكون جاهزة على مدار الأربع والعشرين ساعة للتدخل لفرض القانون بكل أشكاله، وسنحارب الفساد وسنقطع يد كل من تحاول تسول له نفسه أن يتطاول على مقدرات الشعب الفلسطيني، وبدون تميز بين أحد حتى من يحسب نفسه على أي تنظيم سنكون له بالمرصاد، نحن محسوبين على الشعب والهدف الأساسي لها إننا لكل الشعب ولحمايته وأؤكد أننا لن نكون أداة في يد احد بل سنكون أداة في يد اصغر طفل فلسطيني لتأمين حياته ومستقبله'.
مهمة صعبة
أحد أفراد الوحدة الخاصة قال لنا في حديث خاص:' بناءًا على تعليمات السيد الرئيس جاء تشكيل هذه القوة، وبسبب استمرار حالات القتل العشوائية والانفلات الأمني المتدهور الذي طال الأطفال والكبار، فكان لابد من تشكيل وحدة من الشباب المخلصين للوطن وحماة المشروع الوطني الفلسطيني، وهي مشكلة من أبناء وأخوة الشهداء، ومن أبناء الوطن الذين قادوا العمل العسكري لصد الاجتياحات الإسرائيلية والذين تصدوا للدبابات بصدورهم العارية، فأخذوا على عاتقهم أن يقفوا أمام الانفلات الأمني بغض النظر عن مسببه لأنهم موجودين لحماية الوطن والمواطن، أطفال بعلوشة الثلاثة قتلوا في الشارع بدم بارد، السرقة والاعتداء والخطف وإطلاق النار أصبح السمة السائدة، وفي المحافظات الجنوبية القتل بالمجان، فأصبحت حياة الإنسان مهددة وأمن الموطن مهدد، ولابد من وقفة للعمل الجاد للقضاء على كل هذه المظاهر'.
وأضاف:' المهام الموكلة إلينا صعبة وجسيمة ومن الممكن أن يفقد الإنسان روحه، ولكن الجهاد في سبيل الله ومن ثم من أجل عدالة القضية وحماية المشروع الوطني واجب على الجميع، نحن شباب الأمن الوطني وأبناء السلطة الوطنية الفلسطينية نمثل جهة رسمية شرعية، ولسنا عصابات، ولا مجموعات خارجة عن القانون، ولسنا منفذي اغتيالات، وسلاحنا لا يمكن أن يُوجه للصدر الفلسطيني، فأنا كعسكري تدربت أين يمكن أن يوجه سلاحي، ولا يمكن أن أقوم بعمل قام به غيري، بأن أُطلق النار بهدف القتل دون تفكير'
2007-04-17, 09:32
