فلسطين اليوم-نابلس- مجاهد عبد الرحمن
من الوجع الذي تأرخ، وقفت نابلس كي تنفض غبار الحرب، وتخرج الرجال على نفس الدرب ، درب القسام و الإمام فتحي الشقاقي، فترسم أروع ملاحم العزة و ترج من ثنايا بلدتها القديمة .. رجل شهدت لها نابلس بأسرها إنه البطل الفولاذي.. قناص السرايا و ابنها البطل أحمد جود الله .... فارس سرايا القدس المظفرة.
ميلاد الفارس
لعائلة كريمة أسسها الإسلام المحمدي الأصيل و لد أحمد جود الله في البلدة القديمة بنابلس بتاريخ 14-7-1980م فولد و معه الهم الذي ركبه من صغره (هم القدس و الأقصى و شعبه الأسير ) .. درس أحمد جود الله المرحلة الابتدائية و الإعدادية في مدرسة ابن الهيثم الحكومية و أكمل دراسته الثانوية بمدرسة نابلس الصناعية و تخصص ( ميكانيكا سيارت ) ووفق بأداء الشهادة الثانوية الصناعية فنج بتقدير جيد جدا ثم دخل في صفوف طلبة الهندسة في جامعة النجاح الوطنية ...
فارس المقاومة
مع اشتعال الانتفاضة المباركة (2000م) توجه أحمد إلى كتائب شهداء الأقصى ليبحث عن الشهادة في السبيل الله لاغيا آماله في شهادة الدراسة الجامعية فالهم الذي لم يفارقه في رؤية أطفال تذبح و أصدقاء يأسرون ألزمه للقيام بأداء واجبه الديني فامتشق سلاحه و مضى مع أخوته في كتائب الأقصى فكان من رفاق الشهداء القادة سعد غزال و أمجد الطوباسي و خليل أبو خرمة و مازن فريتخ فبقي معهم إلى حين تعرفه على قادة القسام فتعرف على الشهيد المهندس محمد الحنبلي و سعيد القطب و أيمن و أمجد الحناوي و لكنه لم يدم مع القسام و الأقصى لأنه توجه إلى ملاذه المحبب فما كان له إلى أن تكون وجهته لسرايا القدس و الذي رفع سلاحها فأجابت رصاصته و حاز على لقب " قناص السرايا " باحتراف و باعتراف ... فهو صاحب و أمهر قناص فهو المسئول عن قنص ستة جنود منهم قتيلان و أربعة جرحى أثناء وقوفهم بمحاذاة عمارة عالول و أبو صالحة وهو المسئول عن أغلب عمليات القنص في الطريق الالتفافي لزواتا و هو المسئول عن تفجير حافلة جند صهيونية في برقة و هو المسئول عن هجوم حاجز دير شرف العسكري و غيرها من العمليات التي تبنتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، و كان لأحمد جود الله شرف تنفيذها . ولكن القدر الذي سبق علمه عند الله ( جل جلاله ) كتب لأحمد أن يكون يوم 27/10/2002م شهادة برائحة المسك فرحل أحمد بعد اشتباك مع القوات الصهيونية استمر لعدة ساعات و انتهى باستشهاد أحمد ومقتل و إصابة عدد من الجنود اعترف العدو الصهيوني بواحد فقط .
رحيل وعودة
ربما كان لأحمد أن يرتحل تاركا و رائه أخوة كثيرون له أحبوه و أحبهم ولكن أمه والتي كادت لتلقب أم الشهداء فعلى يديها تربى أغلب المطاردين فاستشهدت أمه ( سعاد جود الله ) مع صديقه ابن القسام أيمن حناوي بتاريخ 24/1/2003م في جريمة اغتيال صهيونية، فاتبعته إلى الجنة فهنيئا لك يا أحمد و مباركة عليك الجنة ، ومباركة سرايا القدس التي احتضنتك فارساً في سبيل الله.
منقول للاطلاع