انتقدت حركة فتح تصريحات إسماعيل هنية للعدد الأول من صحيفة 'فلسطين' التابعة لحماس والتي قال فيها الجمعة أن خيار حل السلطة مطروح للدراسة في حال استمرار الحصار. وشككت فتح بلسان د. جمال نزال من جدوى دعوات هنية المتكررة لحل السلطة الفلسطينية وحذرت من أن 'مجرد الحديث عن حل السلطة إنما هو بمثابة تسليم مصيرها لإسرائيل التي سعت للقضاء عليها منذ إنشائها على يد منظمة التحرير'. وقال نزال أن فتح لا تقبل أن تأتي الدعوة لتفكيك سلطة منظمة التحرير في الأرض الفلسطينية من جانب حماس التي رفضت إنشاء السلطة في حينه واعتبرته نوعا من الخيانة والكفر. واعتبرت فتح أن أحدا لن يكون شريكا في مسالة حل السلطة أو عدمه 'باستثناء الرجال والنساء الذين أسسوها وأخذوا مخاطر إنشائها على عاتقهم إلى ان أصبحت شجرة مثمرة أثارت فروعها مطامع من يسعى الآن لاقتلاعها في سنوات المحل المؤقت'. وقال نزال أن إسرائيل ومنذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية بحثت عن شركاء فلسطينيين لسيناريو تدمير سلطة الفلسطينيين وهي سترقص فرحا يوم يتبرع فلسطينيون باقتلاع شوكة السلطة الوطنية من حلق اليمين الإسرائيلي وشركائه في الأفكار بايديهم'. واستهجن نزال ما أسماه 'المعايير المطاطية' في تعامل حماس مع السلطة الوطنية متهما حماس 'بالانتقائية' في موقفها من السلطة الوطنية منذ أن رفضت إنشاءها عام 1993 ثم اعترفت بها بعد أن نجحت في الإنتخابات 2006 وباتت تضيق من وجودها بعد أن أدركت أنها مشروع غير مربح حركيا في 2007'. وأضاف: 'لا يصح أن يتعامل أحد مع السلطة كالبقرة الحلوب ينبذها عندما يمتلكها سواه ويستحوذ عليها عندما تدر عليه ثم يدعو لذبحها عندما يجف الحليب'.
وقلل نزال من قدر الحكمة في تطوع الفلسطينيين لمسح نفسهم عن الخارطة 'عقابا' لدولة ظالمة تريدهم شعبا بلا عنوان. وقال: 'إن إسرائيل لم تقم بحل نفسها عندما قاطعها العرب ... ونحن نستغرب أن يرتعش البعض من فكرة التنازل عن الحكم ويروج في نفس الوقت لحل السلطة ككل...' وأضاف نزال: 'لا نفهم كيف يتشبث قبطان أضاع خرائطه بمقود السفينة التائهة بكلتا يديه ثم يدعوا لإغراقها خشية أن يعطي المقود لقبطان قادر على إيصالها بر الأمان!!'.
وقال نزال أن الأولي بالفلسطينيين هو التفكير في أسباب الحصار بدل الدعوة 'للانتحار الجماعي'. وأضاف أن الحصار مفروض لأن حماس أصرت في مكة من باب النرجسه الحركية على خلق صدع بين موقف الحكومة الجديدة وسياسة منظمة التحرير المقبوله من الرباعية والمرفوضة من قبل حماس. وقال أن استمرار الحصار يستدعي إزالة أسبابه بدل إغراق السفينة ومن فيها تجنبا للإقرار بالمسؤليه عن الإخفاق. وذكر بأن الدول التي تتألف منها الرباعية اليوم كانت تتعامل مع المنظمة وسلطتها كشريك على أساس التزام السلطة بكل اتفاقات المنظمة مع إسرائيل إلى أن جاءت حماس لتتراجع عن سياسة المنظمة وتكلف الفلسطيني لقمة عيشه وتتسبب بالحصار الظالم. واختتم نزال بالقول إن حماس لم تكن من أنصار إنشاء السلطة ولم تعترف بها إلا في عام 2006 وبالتالي فإن دعوتها لحل السلطة الوطنية التي تسعى إسرائيل لمحوها من الوجود هي توجه محوط بالشكوك والتساؤلات. واستنكر نزال إصرار إسرائيل على وضع إسفين دولي في الصدع الذي أصرت حماس على خلقه بين برنامج حكومة الوحدة الوطنية وبرنامج منظمة التحرير الفلسطينية الذي هو كفيل برفع الحصار لو قبلته حماس برنامجا للحكومة دون تأويلات لا مصلحة لشعبنا فيها.
وأكدت فتح على أن التقيد بالتزام اتفاق مكة هو الطريق السليم لعلاقة فلسطينية فلسطينية تمنع إسرائيل من التلاعب بهذا الطرف ضد ذاك وتوحد الصفوف كما يجب.
تاريخ الخبر:05 - 05 - 2007